عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: بعث سعد بن أبي وقاص رضوان الله عليه، أيام القادسية، إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، بقباء كسرى، و سيفه و منطقته و سراويله و قميصه و تاجه و خفيه.
قال: فنظر عمر رضوان الله عليه، في وجوه القوم، فكان أجسمهم و أمدهم قامة، سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي ( و قيل بشره رسول الله صلى الله عليه و سلم في طريق الهجرة بلبس ثياب كسرى ) فقال: يا سراق! قم فالبس.
قال: فطمعت فيه. فقمت فلبست.
فقال: أدبر.
فأدبرت، ثم قال: أقبل.
فأقبلت.
ثم قال: بخ بخ! أعرابي من بني مدلج، عليه قباء كسرى، و سراويله و تاجه و خفاه. رب يوم يا سراق بن مالك، و لو كان عليك فيه من متاع كسرى، و آل كسرى، كان شرفا لك و لقومك، إنزع.
فنزعت. فقال: اللهم إنك منعت هذا رسولك و نبيك، و كان أحب إليك مني و أكرم عليك مني، و منعته أبا بكر، و كان أحب إليك مني و أكرم عليك مني،ثم أعطيتنيه، فأعوذ بك أن تكون أعطيتنيه لتمكر بي.
ثم بكى حتى رحمه من كان عنده. ثم قال لعبد الرحمن بن عوف رضوان الله عليه: أقسمت عليك لما بعته ثم قسمته قبل أن يمسي.