profile image
by L4Bahrain
on 3/10/11
I like this button8 people like this
#Bahrain #14FEB
باسمه تعالى المبتلي عبده كي يثيبه
السلام على الصابرين والصابرات، السلام على الصامدين والصامدات، السلام على المبتلين والمبتليات، السلام على المغيبين والمغيبات في سجون الظلم سجون آل خليفة عمدة الظلم ورؤوس الفتنة ومعيني ابليس في حربه ضد بني آدم منذ الأزل..
أكتب لكم رسالتي هذه وأنا في حياء منكم يا شرفاء وشريفات وطني المعتقلين في السجون ليس لذنب سوى انتمائكم المذهبي وحبكم الأزلي لوطن ولدتم فيه وعشقتم ترابه وحملتم علمه..
أستحي منكم.. فماذا أكتب لكم؟ ولِـمَ؟ وبأي عين أتجرأ لأحادثكم؟ وأي رسالة أحمل؟ أنا نفسي لا أعرف كيف أصوغ كلماتي لكم.. لكنني لا أعرف سبيلاً للمشاركة في ثورة وطني سوى كلماتي.. كلمات كثيرة كتبتها لوطني وثورته.. لا أعلم مدى تأثيرها أو ملاءمتها، لكني لم أعرف سبيلاً غيرها..
واليوم أضع كلماتي في استحياء أمام أعينكم، علّها تكون سبيلاً يعينكم في مصابكم الجلل..
أعذروا تشتت أفكاري وتنقل كلماتي من قضية لأخرى، فلقد أرهقت قلوبنا مما رأينا وسمعنا، فأصبحنا لا نعي الكثير ونضيع بين القليل الذي هدّ ظهورنا..
مصابكم جلل، وألمكم عظيم، وفراقكم أليم.. فأنتم أكثر من يتعذب من هذا النظام الفاشي، ولا نستطيع تخيل ألمكم وعذاباتكم، ولو سمعنا القليل فلا يمكننا تخيله أو تخيل ما واجهتموه وكيف كانت ردّات فعلكم عليها.. وعلى الرغم من عذابنا لفراقكم وعذاب عائلاتكم لأنهم يعيشون بدون من يحبون، إلا أنه لا يساوي جزءاً يسيراً من عذاباتكم... وعذابنا له أن ينتهي بعودتكم، ولكن عذابكم باقٍ في النفس والروح. فأنّى له أن يكون بسيطاً..
نعم.. الشهداء كثر، والمختنقون كثر، والمفصولون كثر، والمضروبون كثر، والأيتام كثر، والأرامل كثر، والجائعون كثر، والفاقدون وطناً كثر، والخائفون كثر.. والمعتقلون كثر، لكن التعذيب هو أسوأ ما لا نحتمله..
وفي المقابل، الثوريون كثر، والعاملون للحرية كثر، والباحثون عن وطن كثر..
لكن الرموز...
في كل ثورة لا بد من رمز يرشد، ويقود... الرمز هو علامة هو حق هو هدف هو فكرة، كلها مجتمعة في شخص أو أشخاص...
الرموز يختارها الناس ويحبها الناس.. لكن هل كل الناس تعرف أي رمز تريد ولِـمَ تريده؟
الرموز كثيرة في وطني، ولكن الكثير من رموزه لا تعرف أي قرار يجب أن تتخذ، ربما لجهلهم بالسياسة والحركات الثورية.. والبعض وُضِـع رمزاً رغماً عنه، والبعض الآخر نصّب نفسه رمزاً.. فضاع الناس بين رأي الرمز وبين رأيهم، لظنهم أنهم أقل من هذا الرمز علماً.. ولو وضحت أمور لهذا الرمز لربما تغير رأيه..
لكن رموزي الحقيقية ليست في بيوتها، وليست مع عوائلها وليست على منابرها وفي مساجدها تخطب للناس، فمن هم كذلك هم أصلاً رموز تفتقر للعلم في أمور الثورة وفهم حاجة الناس الثورية الحقيقية..
رموزي في السجن تُعذّب وتحبس شهوراً، ليُحكم عليها ظلماً وجوراً.. رموزي في الحبس تخفيهم سلطات النظام بين القضبان خوف اتصالهم بالشعب لتحقيق مطالبه.. رموزي ينتظرها شعبها لتتحرك معه وتسير من حواليه لتصل لبر الأمان..
الناس في شوق للحراك الثوري، ولكن الناس ضائعة بين رموزها وحقيقة إرادتها...
نحن نحتاج لأصحاب المبادرة الأولى.. لكن في وطني كلهم معتقلون أو محكومون...
يا أصحاب المبادرة الأولى.. أصحاب المبادرة الثانية يحتاجونكم..
إن الرموز في الثورات يجب أن يكونوا من أصحاب المبادرة الأولى؛ ولأنهم معتقلون في وطني، بدأ أصحاب المبادرة الثانية إلى التحول ليحلّوا مكانهم ليصبحوا أصحاب المبادرة الأولى، ليعوضوا هذا الفقدان ويحققوا أهداف الشعب الصابر المنتظر..
فارس الدوار وأمير الدوار وأميرة الدوار هي ألقاب لمن حاولوا أن يصلوا ليحرروا ميدان الشهداء، لكن الشعب كان يجهلهم.. ولم ينتبه الشعب البحريني أنّ رموزه أصبحت أكثر وأصبحت خارج المعتقلات، فكل من يسعى لتحرير هذا الشعب من نير العبودية أصبح رمزاً، ولكن للأسف لا يدرك الناس رمزيته وضرورة اتباعه وعدم تركه وحيداً يواجه عتاة آل خليفة، الشعب أصبح خائفاً ليس على نفسه، بل على وطنه ويخشى خسارته للأبد..
لا أستطيع أن أبرر كيف نحن في صمت مطبق لاعتقال وتعذيب حرائرنا فلا عذر لنا، ولا أستطيع أن أبرر سكوتنا عن حكم ظالم ليحكمنا ويذلّ رجالاتنا ونساءنا ويهتك أعراض بناتنا...
أنا أعتذر لتشتت كلامي لكنها اختلاجات بقلبي تدور، وكلمات تخرج من قلبي ضائعة في هذا الوطن..
أعرف أن كلامي يبدو يائساً نوعاً ما، لكنني غير يائسة.. أنا أعرف أن هذا الكون له خالق واحد عالم بكل ما فيه، وعندما يريد لشيء أن يكون فإنه سيكون، وعندما يتحقق فلن يكون ناقصاً، بل سيتم بنجاح من غير نقص، ولذا لن تنجح ثورتنا قبل أن تصل للمرحلة التي يريد الله عز وجل لها لتتم وتنتصر، وحين تشاء رحمة الباري جل وعلا، فإن شيئاً في الأرض أو السماء لن يحول دون مشيئته سبحانه وتعالى..
الأمر الآخر الذي أرجو أن تسمحوا لي بالخوض فيه، هو سجنكم..
فكما قلت في بادئ كلامي، نحن قاصرون عن تخيل ما أصابكم، فأنتم أكثر من يعاني في وطني..
ونحن نشعر بالغربة في وطني، فإنكم لا تشعرون بهذه الغربة وحسب، بل إنكم في غربة سجون وطني أيضاً..
والمشكلة أنكم في سجن لخونة الوطن، ومن يسجنكم هم المسئولون عن أمن الوطن...
فهل وجودكم في منازلكم هو ضد أمن الوطن لكي تبقوا حبيسي سجون أمن الوطن؟؟!!
وهل محاكمتكم تتطلب قاضياً ومحكمة عسكرية لكي تتحقق عدالة الأمن الوطني؟؟!!
وهل رؤيتكم لأهلكم فيها خطر على الوطن لكي تروهم في دقائق تحرمون فيها من معرفة أخبار أهلكم ووطنكم؟؟!!
وهل أنكم خطرون على أمن الوطن لكي تبقوا حبيسي الزنزانة لا يعلم عنكم أحدٌ شيئاً لمدة 3 أشهر؟؟!!
أم أنّ خطركم معدٍ لكي تسجنوا في سجن بالصحراء؟؟!!
أم أنّ الخطر أن تصل لأيديكم أوراق أو جرائد معارضة أو أخبار عن العالم، فسمحوا لكم بجرائد الموالاة فقط؟؟!!
أم أنّهم يريدون باعتقالكم أن يقتلوا عوائلكم من الجوع والقهر؟؟!!
كل هذا يفعلونه خوفاً منكم.. وما كذبهم في كل مرة عليكم بالقول قريباً ستخرجون، إلا لأنهم عاجزون عن الرد عليكم ومنعكم من القيام بفعل يزعجهم... فهم ضائعون بين قيادة ضائعة تخادع نفسها وتخادع مواليها الذين لا يعرفون سوى اتباع أوامرها بدون اعتراض..
أنتم في السجون لأنكم شموع تضيء وطني، والظلام لا يحب أن ينجلي، ولم يستطع إطفاءكم، فقرر اخفاءكم وتغطية نوركم... لكن في وطني الشموع ليست قليلة..
وأنتم لن تخرجوا من هذه السجون التي أريد إذلالكم بها إلا أعزاء مكرمون لذا لن تخرجوا صاغرين..
شموعَ وطني.. إن أي حكم يصدر عليكم مهما كان كبيرا وقاسيا، إلا أنه اسفين من الأسافين التي تضربها الحكومة في نعشها، فيتهدم من فوقها.. لذا مهما صدرت من أحكام، لا تيأسوا ولا تحزنوا ولا تهنوا، فنحن نعلم وأنتم تعلمون أنها أحكام لقهرنا ولتغطية ضعف الحكم الظالم على النجاح في مقابل ثورة العز والإباء..
عندما يصدر الحكم، في قلوبنا سنغضب وسنتألم لأن هذا يعني طول فترة فراقنا لكم.. لكننا في الظاهر سنحتفل قريباً بوجودكم بيننا محررين لوطننا.. وسنرفع أيدينا بالنصر وبالدعاء "إنّ الله مع الصابرين"..
في وطني الناس صامتة لا تستطيع أن تنطق سوى بضعة حروف.. "اااه أكبر" وفي غضب عارم نقود سياراتنا في شوارع الوطن لنري العالم غضبنا من المحتل السارق الغاصب.. بدأت الأربعاء 21/9 ثم الخميس والجمعة 23 و 24/9 ثم الاثنين 26/9 قد نبدو صامتين الآن.. لكننا نفعل كما فعل نبي اااه نوح عليه السلام عندما بنى سفينته في صمت عمن يضحك عليه وهو يبنيها بعيداً عن البحر والمياه.. نحن نبني سفينتنا الغاضبة إعداداً لطوفان المنامة يوم الثلاثاء 4/10
طوفان المنامة.. هل يكون سبيل نجاتنا كما كان سبيل نجاة الأرض من طغاة قوم نوح عليه السلام؟!
هل نحن على قدر من المسئولية لكي ننجحه ونتخلص من عبودية الظلم؟؟!!
سننتظر ذلك اليوم، وسنرى نتاجه في محاكماتكم يا شرفاء وطني...

في ختام رسالتي أسألكم أن تدعوا لنا بالنصر كما ندعوا لكم بالفرج في عز وكرامة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوم الجمعة الموافق 30 سبتمبر