@ksalfaisal لن أنسى ذلك الثلاثاء الحزين عدت من مدرستي وانا في الثالثة الابتدائية ويعود ابي من عمله تملأ عينيه علامات الألم والذهول ويفتح المذياع الذي تعودنا أن نسمع منه صوت الفيصل العظيم وبرنامج (دعوة حق) قبل نشرة الثانية والنصف لكننا لم نسمع البرنامج بل سمعنا نبأ استشهاد الفيصل العظيم الذي ملأ العالم هيبة وصدقا وحكنة ومحبة للإسلام ولوطننا الغالي... مرت ايام بل اشهر والوطن بأكمله حزين لفقد قائده العظيم... بعدها يتم تعيين الأمير سعود الفيصل وزيرا للشئون الخارجية ثم وزيرا للخارجية ذلك الشاب الأنيق والمتحدث البارع والقامة الفارعة شبيه الفيصل شكلا وعملا... تابعته كغيري من أبناء جيلي سياسيا محنكا ومتحدثا بليغا لايكل من السفر والترحال من عاصمة لأخرى خدمة لوطنه وأمته... أتذكر سنوات الحرب اللبنانية وحرب الخليج الأولى والثانية ودفاعه المشرف عن قضية فلسطين وترسيخ علاقات بلادنا بدول العالم.... فارسا نبيلا اتذكره في القمة الإسلامية في مكة المكرمة سنة 1981 وخطاباته في الأمم المتحدة والقمم العربية والخليجية... وماقدمه دفاعا عن بلادنا الغالية بعد الحادي عشر من سبتمبر.... لاينسى منصف دوره في رعاية الحياة الفطرية وتأسيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية... وحتى حين داهمه المرض ظل فارسا شامخا يعمل بكل صبر وعزم خدمة لدينه ووطنه وأمته.... إنها الهمة العالية والروح الطموحة.... والنفس المخلصة.... إنه سعود(الفيصل) رحمه الله ورحم والده العظيم واسكنهما فسيح جناته.... وأحسن الله عزاء والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأسرة المالكة والوطن الغالي.... إنا لله وإنا إليه راجعون.... د. محمد بن عبدالله الطلحي
