profile image
by aziz908
on 18/11/21
I like this button1 person likes this

التلعيب في التعليم Gamification in Education

التلعيب في التعليم Gamification in Education
يعتبر استخدام التلعيب في سياقات جادة توجهًا عالميًا، ولعل توظيفه في التعليم أجدى وأوجب لكونه يضفي على الصف جوًا من المتعة والمنافسة والتحدي اللازم لجذب انتباه التلاميذ بما يكفل انخراطًا فاعلاً في عمليتي التعليم والتعلم ويحدث نشاطًا ذا معنى في الغرف الصفية وبين المتعلمين أنفسهم. ويعرف التلعيب على أنه استخدام استراتيجيات وتقنيات وعناصر ألعاب وتطبيقها في سياقات ومجالات أخرى غير مرتبطة بالألعاب، حتى نحولها لشيء ممتع ومحفز.

فالنقطة المهمة أننا لا نصنع لعبة في هذا النوع من التفاعل التعليمي، وإنما نحول بيئة معينة إلى بيئة تحاكي بيئة الألعاب. والتلعيب كلمة مرادفة للمكافآت، وتركّز معظم أنظمة التلعيب على إضافة النقاط والمستويات ولوحات الصدارة والإنجازات أو الشارات إلى بيئةٍ واقعية من أجل إغراء الناس بالتواصل مع العالم الحقيقي للحصول على هذه المكافآت وكذلك هو استخدام الأنشطة والمكافآت الخارجية لتشجيع التحفيز في سياقات غير الألعاب. وهي مصممة لزيادة خبرة الشخص ومشاركته في دورة أو هدف أو نظام.
ويمكن أن تشتمل هذه الطرق على نقاط ولوحات متصدرين ومسابقات مباشرة وملصقات أو شارات، وذلك بتوظيفها في تصميم التدريس.

ويعرّف التلعيب كذلك على أنه: “ممارسة استخدام عناصر تصميم الألعاب وميكانيكياتها والتفكير اللعبي في أنشطة غير اللعب لتحفيز المشاركين وزيادة دافعيتهم.”
كما يعرف بأنّه: “استخدام عناصر تصميم الألعاب في غير سياق الألعاب”، وكذلك فهو: “تغيير سلوك مصمم من خلال خبرات تتسم بالمتعة والمرح”.

وفي ضوء التعريفات السابق يمكن تعريف التلعيب في التعليم كما يلي:

“استخدام عناصر تصميم الألعاب والمكافآت لإدخال عنصر المرح والمتعة في التعليم لتحفيز انخراط المتعلمين في عمليتي التعليم والتعلم وزيادة دافعية المتعلمين للتعليم والتعلم”.

فوائد التلعيب:
يمكن للتلعيب أن يفيد في عدة أمور من أهمها:
قائمة المتصدرين:
وهي باختصار ترتيب الأشخاص بناءً على معايير محددة مسبقًا، وعادة يكون وفق عدد النقاط التي جمعها الشخص خلال اللعب، في العادة تكون القائمة عامة أي متاحة للجميع ما يعني أن للجميع أن يطلع على ترتيب المشاركين مما يولد دافعًا لديهم لتصدر هذه القائمة.

مؤشر التقدم:
هو مؤشر يعرفك على مدى تقدمك في المهمة أو اللعبة وكم تبقى لإنهائها ورغم بساطة الفكرة إلا أنها تعتبر عاملا محفزا ومشجعا رهيبا بسبب أن الدماغ يكره الأشياء غير المكتملة، فرؤية المؤشر غير مكتمل تعتبر حافزًا لإتمام المهام المطلوب منهم إكمالها.

المكافآت والجوائز:
ولها عدة أنواع:

العشوائية: يتم منحها بناءً على إكمال مهمة معينة من دون علم المكافَأ بالمكافأة إلا أن توظيفها من قبل صانعي النظام أمر محفز للمشاركين يجعلهم يستغرقون في المهمة للحصول على المزيد منها.
محددة الوقت: ويعتبر الحصول على جائزة كل 6 أو 12 ساعة مثلاً من زمن اللعبة يمنحها النظام للمشارك تعطي دفعة تحفيزية وتبقي الشخص على تواصل مستمر مع اللعبة ( النظام).
المحددة: وهذه يعتمد منحها للمشترك على تحقيقه معايير معينة يتم الاتفاق عليها مسبقًا مثل دعوة أصدقاء أو الترويج للعبة أو غير ذلك.
جوائز الأداء: وهي الأهم خاصة في التطبيق في النظام التعليمي حيث تكون قائمة على أداء اللاعب في اللعبة فقط مثل أن يحدد للمهمة سقف زمني يستحق اللاعب إذا أنجزها دونه جائزة أو أن إنهاء مرحلة معينة بشروط معينة يستحق جائزة وهكذا.
5- المراحل:
وهي أنواع أيضًا يمكن تصنيفها كما يلي:

المراحل على مستوى اللعبة: حيث تكون المهمة موزعة على شكل مهام جزئية وتحديات على اللاعب أن ينجز مجموعة منها في كل مرحلة حتى يستطيع الانتقال للمرحلة التالية، وهنا يتعلم اللاعب في كل مرحلة مهارات جديدة تؤهله لاجتيازها واجتياز مراحل أخرى تالية تزداد صعوبتها شيئًا فشيئًا مما يعني أن يستغرق في اللعب حتى اجتياز جميع المراحل.
مستويات الصعوبة: معظم الألعاب توفر مستويات للعبة (سهل، متوسط، صعب) وهذا من أهم ما يؤخذ بعين الاعتبار عند تصميم نظام التلعيب في التعليم لضمان مخاطبة النظام لأكبر شريحة من الناس.
6- ضغوطات الوقت:
الوقت أحد أهم العوامل التي يرتكز عليها في الألعاب والتلعيب وغيرها وتحديد الوقت يعمل على تحفيز المشاركين للإنجاز، فبظهور عداد الوقت أمام اللاعب خلال اللعبة والعد التنازلي يزداد التوتر ويرتفع التركيز والتحفيز لاتخاذ قرار سريع وحاسم.

7- التنافس والتعاون:
لا معنى للعب من غير تنافس وتحدٍّ وصراع مستمر للوصول إلى حالة الفوز، وهو ما يشكل حافزًا للاعبين لتحسين أدائهم أثناء اللعب، كالشطرنج مثلاً، أو ألعاب السيارات أو غيرها. هذا في حالة الألعاب الفردية أما في الألعاب الجماعية فإلى جانب التنافس والتحدي، يظهر التعاون لضمان وصول الفريق معًا للوصول لهدف واحد مشترك هو التغلب على الفريق الخصم.

8- أنواع اللاعبين:
المستكشفون Explorers
إنّ اكتساب المعارف واستكشاف أبعد الحدود وإيجاد الثغرات هو ما يحفّز هذا النّمط من اللاّعبين. فهم يستمتعون بالحصول على المعرفة والتّباهي بها أمام الآخرين، كما أنهم يقدّرون المعلومات والتصاميم الذكية وهم لا يمانعون المشاركة في الاستكشاف مع الآخرين لكنهم يفضلون القيام بالأعمال وحدهم.

المبدعون Creators
يُحفَّز المبدعون من خلال إتاحة الفرص لهم لإثبات ذاتهم. فهم يعشقون البيئة التي تمكنهم من التفرد بتجربتهم ووضع بصمتهم والتعبير عن تميزهم. وهم على استعداد لاستخدام كافة الأدوات المتاحة لكي ينالوا إعجاب وتقدير الآخرين. ويقدِّر اللاعبون المبدعون الأسلوب الجاد في العمل ويستخدمون أسلوبهم الشخصي و يستعينون بمهارتهم الإبداعية للتأثير على الآخرين.

المنافسون Competitors
يتم تحفيز المنافسين من خلال إتاحة الفرصة لهم لاختبار مهاراتهم وقدراتهم التي اكتسبوها، وهم يعشقون تطوير مهاراتهم وتسليط الضوء عليها ومعرفة موقعهم ودورهم ضمن المجموعة، كما يقدّرون التمكّن من العمل وبناء علاقات صداقة من خلال التنافس الودّي.

المتعاونون Collaborators
يحفَّز المتعاونون من خلال العمل مع الآخرين لتحقيق الأهداف. فهم يحبّون الفوز معاً وقياس النجاح باعتباره عملاً تعاونياً. كما ويحب هذا النمط من اللاعبين تشكيل الفرق أو المجموعات ويقدّرون قيمة العمل التعاوني المشترك وبناء العلاقات من خلال المهام المشتركة.

خطوات تنفيذ التلعيب في التعليم:
أولاً : تحديد الأهداف: والمقصود بالأهداف هنا أي هدف يتحقق بالأداء مثل تحسين مستوى المشاركة لدى الطلاب (يتم في هذه المرحلة صياغة الأهداف وترتيبها وفق الأولوية).

ثانيًا : تحديد السلوكيات المستهدفة: تحديد عدد من السلوكيات التي تشكل في مجموعها تحقيقًا لهدف الأداء مع التركيز على احتياجات الطلاب.

ثالثًا : تصنيف اللاعبين: يمكن خلال هذه المرحلة تقسيم المشاركين في اللعب وفق تصنيفات إلى أربع شرائح مختلفة وهي خطوة مهمة لتحديد المحفزات التي تحرك دوافع كل شريحة وتضمينها في تصميم اللعب.

رابعًا : تحديد مصادر التعلم ووسائله: يقوم المعلم في هذه المرحلة بإعداد مصادر التعلم التي سيوجه التلاميذ إليها أو الوسائل التي سيستخدمها في تلعيب المحتوى والبيئة.

خامسًا : إدخال المرح والتسلية: أهم عناصر التلعيب هو الخروج من نمطية الأداء إلى المرح والتسلية وتحقيق الأهداف بعيدًا عن الضغط، ويمكن الحكم على تحقق عنصر المرح والتسلية في النظام إذا بقي تفاعل الناس معه رغم زوال المحفزات الخارجية.

سادسًا : اختيار العناصر والتقنيات المناسبة: تعتبر هذه المرحلة مرحلة تجميعية حيث يتم توظيف خلاصات المراحل السابقة ومعطياتها في اختيار التقنيات التي يتضمنها النظام وإعادة تطويره والإضافة عليه في كل مرة يتم استخدام النظام فيها.

سابعًا: التطبيق والتقييم المستمر والتغذية الراجعة: في حالة تطبيق نظام التلعيب لأول مرة في البيئة الصفية، نحتاج لمتابعة العملية وتقييمها والاستفادة من التغذية الراجعة في تطوير النظام وسد الثغرات إن وجدت.





المصدر: https://www.new-educ.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85